عدد الرسائل : 1046 البلد : السعوديه - جده العمر : فاني المزاج : رايق تاريخ التسجيل : 05/06/2008
موضوع: هنيئا لمن عرف معنى الحب الأحد يونيو 08, 2008 2:40 am
لا تستسوطن السعادة النفس الا اذا أحيطت بالجمال، والمحبة، والرضى.
السعادة نلمسها ونشعر بها اذا حاورنا أحدا نحبه أو تحترمه، أو تتعلم منه أمور مفيدة نسعى لمعرفتها، فتتوحد ذاتك بذواتهم في كينونة وصيرورة واحدة، وتغمرك سعادة مختلفة...
المحبّة بحر بلا شواطيء,وبلا محبة يتحول الأنسان الى شبح ي03 حياته بلا طعم، ولا معنى،
فلولا الحب والمحبة ما كان أبداع، ولولا العشق بين المطر والارض،ما نبتت نبتة, ولا أينعت زهرة، ولا أخضوضرت شجرة، وكل شيء في العالم نراه ونتمتع بجماله،وننذهل بتركيبه، هو رباط من حب، جمع بين كل ازدواجية ثنائية...
أما أن حصل فعل الكره، أنتهي حال كل ثنائي في فعل التشتت والتباعد، وكل شيء سلبي نراه في هذه الحياة مردّه للكره، والتنافر،
فلولا عشق الشمس للقمر، لما منحته نورها، ولولا عشق الأفلاك للنجوم ما أستطاعت أن تدور في مدارها، ولولا عشق الجدوال للأنهار لما هرولت ترتمي بأحضانها، وما تطور الحياة الا نتيجة لعشق العلماء للمعرفة والأبتكار ،فأفنوا شبابهم في المختبرات ووراء قوارير التجارب، نعم هو أعجاز الحب،وأبداع المحبة، في خلق ايجابيات وسعادة...
كلنا ننزع الى التمتع بالوجود، والتلذذ بأغراض الحياة، ونلهث وراء سعادة نحلم بها، فنركض وراء المال والجاه تارة،والمنصب، والظهور، تارة أخرى، متوهمين أننا نحصل على السعادة بهذه الطرق، وما أن نحصل على شيء حتى نركض وراء شيء اّخر، ونبقى نركض ونبحث دون جدوى.
فلو نظرنا بصدق الى أعماق ذواتنا لرأيناها أي (السعادة) أقرب الينا من حيل الوريد، أنها في متناول أيدينا، ونكون كمن أضاع شيئا ثمينا وأخذ يبحث عنه مع أنه مخبأ في منزله...
أيها الناس الطيبين تصالحو مع ذواتكم، وأعمروا قلوبكم بالمحبة، والقناعة، والرضى، لتغمر السعادة روحه،---
هنيئا لمن أدرك سر السعادة، وأبصر نعيم دنياه .
هذا هو اذن طريق السعادة، أبحث عن المعرفة، وشرَّع قلبك للحب،وشرفات روحك للمحبة، وتمتع بكل جمال الدنيا، وما وجد فيها من روعة، وتألق، وتناغم، وما أنسجام العقل مع القلب في توحد وتناغم، الا طريقا ممهدة للسعادة والاستقرار...
اما ما نراه اليوم من علاقات، وتأديةواجبات ، وعلاقات تتصف بالصداقة، ويكثر فيها الحديث عن تعاون، ومحبة، وترحيب، ما هي الا غلاف رقيق سهل العطب عند أول هفوة نراها تتحطم على صخرة الانانية، وحب الذات،والتنكر لكل انسانية الانسان...
فقد غشي العقول مركب الاشتهاء، والاقتحام، والقتل،والغدر،والنفاق الأجتماعي،والسياسي، وسيطرة القوي على الضعيف، وتحكم الغني بالفقير، والحاكم بالمحكوم،والدول الكبرى بالدول الصغرى، شيء بعيد كثيرا عن الحب، والمحبة،(ونشكو من قلة السعادة) من أين نأتي بها لهذه السعادة؟؟؟؟
فنرى الشعوب الفقيرة كيف تكسر أرادتها، وتستغل خيراتها، ويُعْبَثْ باقتصادها، نرى ذلك باسم الدين مرة، وباسم الحرية مرة ، وبإسم الحضارة، والديمو قراطية مرات ومرات، أحيانا يكون ذلك بإقتحام عقولنا، بالعنف التوجيهي أو القانوني، وأحيانا بالأحتلال المباشر، كل ذلك سببه في ذهن فاعليه البحث عن الثروات ،والجاه، وبالتالي البحث عن السعادة حسب رؤيتهم للسعادة، فيؤدي الى الغرق في الحروب، والدماء، أقلها الركض وراء المزيد من تحقيق المكاسب المادية، أو المناصبية، او الشهوانية، (وتبقى السعادة وهما وسرابا).
علينا البحث عن السعادة في ذواتنا، واذا لم نجدها، ولم تصفى نفوسنا لادراكها سيبقى الأنسان بهذا العنف، مغرورا،غير مكترث بشيء سوى زيادة تكبير ثروته، على حساب أخيه الأنسان،وعلى حساب الطير، والحيوان، والماء، والنبات،يعيث فيهم، قتلا، وتسميما، وتدميرا، وفسادا، وينسى أن يطرح على نفسه سؤال: الى أين نحن سائرون؟؟ وماذا نحن فاعلون؟؟
هل نملك ارادتنا الشخصية، أم تملكنا بهرجة الحياة، وغرور السلطة والسيطرة الضارة، والسامة،؟؟
في هذا الجو المشبع بالعنف، والقمع، والنهب،هل لدينال وقت لنبحث عن الحب، الحب الصادق الحقيقي، بل نتركه ا مسكينا، ضعيفا، متعبا، مرهق الكينونة، منزو؟؟!!!
تدعي الناس الحب، لكنها لا تحب، تبدو متمتعة لكنها لا تشعر بالمتعة، قلوبهم عطشى لا ترتوي، طلباتهم لا تنتهي، أمراضهم لا يشفيها دواء، سعادتهم الظاهرة، هي قشرة رقيقة تنكسر عند أول أمتحان، ينتج عن هذا تحلل في الروابط الأسرية، وهشاشة في العلاقات الزوجية، والصداقة تلفها المصلحة الشخصية، واحيانا تكون تجمع من أجل التسلية وتمضية الوقت، وينتج عن كل هذا أيضا تبلور المشاعر الأنانية، والفردية،والعقلية التاّمرية، كل هذا تحت اسم التحرر والأنفتاح،{ هاتان الكلمتان اللتان لو فهما صح لخلقا سعادة} لكن باساءة فهمها وتطبيقهما حملا الينا الأمراض الجسدية، والنفسية، والأنحرافات الخلقية، والضياع بين الشباب، فكثرت حالة الأنتحار بينهم،
فلو علموا أنّ السعادة المرجوّة لا ننالها الا اذا نبعت من أعماق ذاتنا المنسجمة مع ما حولنا ،
و أذا غمر الحبُّ قلوبنا بوهجه، ونوره، الحب من أجل الحب ، من أجل أنارة أفئدتنا بنور السعادة والمسرة... لملكنا ناصية حياتنا، وشعرنا فعلا بالسعادة